تم النشر في
في عالم يتزايد فيه الترابط ويواجه العديد من التحديات، يبرز موضوع الأمن الغذائي باعتباره قضية حاسمة، فتأمين الغذاء للإنسان هو أساس حياته ونموه السليم وقدرته على إحداث نهضة وتغيير لنفسه ومجتمعه، فالمجتمعات التي تعاني من المجاعات هي مجتمعات لا تجد فيها نهضة وغالباً ما يتحكم فيها الآخرين ولقد زادت قائمة المجاعة هذا العام أكثر من 60 مليون شخص عن العام الماضي.
يُعرّف الأمن الغذائي بأنه الحالة التي يحصل فيها جميع الناس على غذاء كاف وآمن ومغذي لتلبية احتياجاتهم الغذائية، وهو عنصر أساسي لحياة الإنسان.
ويعد الأمن الغذائي أحد الأولويات الرئيسية للدول والشعوب في العالم بأسره، ولا يختلف الوضع في المملكة عنه في باقي أرجاء العالم، حيث إن توفير الغذاء الكافي والآمن والمغذي للسكان هو عامل أساسي للتنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي. يواجه الاقتصاد العالمي عامة وفي المملكة خاصة تحديات عديدة في مجال الأمن الغذائي نتيجة لتعدد العوامل الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية.
أهمية الأمن الغذائي:
تعتبر المملكة قضية الأمن الغذائي أحد أهم أولويات خطتها في رؤية 2030 لضمان رفاهية مواطنيها واستقرار المجتمع.
يسهم الأمن الغذائي في تعزيز صحة الأفراد وتطوير قدراتهم العقلية والجسدية، كما يعزز الأمن الغذائي استقرار الأسعار ويحمي المجتمع من التذبذبات الاقتصادية، بالإضافة إلى ذلك، يسهم الأمن الغذائي في تعزيز استدامة النظم الغذائية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
تحديات الأمن الغذائي في المملكة:
1- الاعتماد على واردات الغذاء:
تعتمد المملكة بشكل كبير على واردات الغذاء لتلبية احتياجات سكانها، ولقد تعاملت المملكة مع هذا التحدي من خلال تنويع مصادر الإمداد وتعزيز الإنتاج المحلي للحد من الاعتماد الكبير على الواردات، كما سعت لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من المنتجات الزراعية كالبطيخ والمانجو.
2- الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية:
تواجه المملكة تحديات في استدامة الموارد المائية والتربة المناسبة للزراعة، ولقد تعاملت المملكة مع هذا التحدي من خلال استخدام تقنيات الري المتقدمة وتعزيز الزراعة المائية الذكية وكذلك الزراعة العضوية.
3- التغيرات المناخية:
يتأثر القطاع الزراعي في المملكة بشكل كبير بالتغيرات المناخية، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات الأمطار، ولقد تعاملت المملكة مع هذا التحدي من خلال اتخاذ إجراءات لتكييف الزراعة واعتماد الممارسات الزراعية المستدامة.
جهود الحكومة لضمان الأمن الغذائي:
1- تشجيع الاستثمار في الزراعة المحلية:
تعمل المملكة على تشجيع الاستثمار في الزراعة المحلية وتطوير البنية التحتية الزراعية وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال مثل مبادرة ريف.
2- تعزيز التقنيات الزراعية المستدامة:
يتم تعزيز استخدام التقنيات الزراعية المستدامة مثل الري الحديث والزراعة المائية والزراعة المحمية لزيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة استخدام الموارد.
3- تعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي:
تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز البحث العلمي وتبني التكنولوجيا الحديثة في قطاع الزراعة لزيادة الإنتاج وتحسين الجودة.
4- تحقيق التوازن بين الموارد الطبيعية والإنتاج الزراعي:
تهدف الحكومة إلى تحقيق التوازن بين الموارد الطبيعية والإنتاج الزراعي عن طريق تحسين التخطيط الزراعي وإدارة الموارد المائية وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة.
5- الاستثمار في مشاريع البنية التحتية لتحقيق الأمن الغذائي:
تستثمر المملكة في كثير من مشاريع البنية التحتية التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي فقد قامت ببناء أكبر طاقة تخزينية للحبوب في الشرق الأوسط.
وفي الختام يعد القطاع الزراعي بالمملكة جزءًا أساسيًا من اقتصاد البلاد وأمنها الغذائي، ومن المتوقع أن يساعد استثمار الحكومة في هذا القطاع في التغلب على تحدياته وأن يصبح صناعة أكثر استدامة وإنتاجية.
تعتبر المملكة ملتزمة بضمان الأمن الغذائي لمواطنيها وتحقيق الاستدامة في قطاع الزراعة، من خلال تعزيز الاستثمار المحلي واعتماد تقنيات زراعية مستدامة وتعزيز البحث العلمي، ولقد قامت بالعديد من المشاريع التي تؤكد على حرصها على تحقيق الأمن الغذائي في المملكة وكذلك خارجها.
يمكن تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في المملكة، بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي، لتجاوز التحديات وتحقيق مستقبل زراعي مزدهر ومستدام للأجيال القادمة ولذلك شكلت المملكة هيئة عامة للأمن الغذائي ووكلت إليها كل المهام المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي باعتباره أمن قومي ويمكنكم الإطلاع على التقارير السنوية للهيئة من خلال الرابط التالي.
منتجات الحديقة
